تُعتبر إدارة مرض السكري مهمة للغاية من أجل تفادي مضاعفاته إذ قد يتسبّب في أمراض القلب وتلف الأعصاب ومشاكل في البصر وغيرها. تنطوي الإدارة الفعّالة لمرض السكري على مراقبة مستويات السكّر في الدم واتّباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والالتزام بتناول الأدوية في موعدها. وتشتمل المواضيع الرئيسية على فهم مرض السكري وتغيير نمط الحياة ومراقبة مستويات السكّر في الدم، فضلاً عن الدور البارز لمقدّمي الرعاية الصحية. 

ما هو مرض السكري؟

يُعتبر مرض السكري حالة مرضيّة مزمنة يكافح فيها الجسم لتنظيم مستويات السكّر في الدم، ويمكن أن يؤدي سوء إدارته إلى ارتفاع نسبة السكّر في الدم، والذي يمكن أن يتسبّب مع مرور الوقت في مشاكل صحية مختلفة. وبالتالي، لا بدّ من إدراك طبيعته ومخاطره لإدارته بشكلٍ فعّال، سواء تمّ تشخيصك بالمرض مؤخراً أو كنت مصاباً به وتتولّى إدارته منذ سنوات.

أنواع مرض السكري

ينطوي مرض السكري على مجموعة معقدة من الأمراض تشمل ارتفاعاً في مستويات السكّر في الدم، ويتمّ تشخيصه بحسب أنواعه المختلفة، حيث يتطلب كلّ نوع تقنيات فريدة لإدارته سعياً إلى الحفاظ على الصحة على المدى الطويل.

مرض السكري من النوع الأول

• طبيعة المرض: مرض مناعي ذاتي.
• المشكلة الأساسية: يقوم الجهاز المناعي في الجسم بمهاجمة الخلايا التي تنتج الأنسولين في البنكرياس وتدميرها.
• النتيجة: يتمّ إنتاج كمية ضئيلة من الأنسولين أو قد لا يتمّ إنتاجه على الإطلاق، وبالتالي يرتفع مستوى السكّر في الدم.
• كيفية إدارة المرض: يستدعي هذا النوع من السكري العلاج بالأنسولين مدى الحياة عن طريق الحقن أو المضخات.
• العمر الشائع لبداية هذا النوع: يظهر هذا النوع عادةً عند الأطفال والشباب ولكن يمكن أن يبدأ في أي مرحلة عمرية.

مرض السكري من النوع الثاني

• طبيعة المرض: اضطراب أيضي.
• المشكلة الأساسية: يصبح الجسم مقاوماً للأنسولين، أو لا ينتج البنكرياس ما يكفي من الأنسولين.
• النتيجة: يتراكم السكّر في الدم بدلاً من أن يستخدمه الجسم كمصدر للطاقة.
• عوامل الخطر: زيادة الوزن، نمط حياة غير نشط، تاريخ مرضي عائلي.
• كيفية إدارة المرض: تغيير نمط الحياة (اتباع نظام غذائي صحي، ممارسة التمارين الرياضية)، تناول الأدوية وقد يتم اللجوء إلى الأنسولين.
• العمر الشائع لبداية هذا النوع: غالباً ما يتمّ تشخيص الإصابة به لدى البالغين فوق سن 45 عاماً، وتتزايد الإصابة به لدى الأشخاص الأصغر سناً.

سكري الحمل

• طبيعة المرض: يتطوّر هذا النوع خلال مراحل الحمل.
• المشكلة الأساسية: تتسبّب التغيّرات الهرمونية في مقاومة الأنسولين.
• النتيجة: ارتفاع مستوى السكّر في الدم خلال الحمل.
• المخاطر: يمكن أن يؤثر على صحة الأم والطفل، ما يزيد من المخاطر مثل زيادة الوزن عند الولادة والمضاعفات أثناء الولادة.
• كيفية إدارة المرض: مراقبة السكّر في الدم، تغيير النظام الغذائي، ممارسة التمارين الرياضية، وأحياناً يتم اللجوء إلى الأنسولين.
• ما بعد الحمل: تختفي عادةً هذه الحالة بعد الولادة ولكنّها تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في وقتٍ لاحق.

معرفة أعراض مرض السكري

لا بدّ من معرفة أعراض مرض السكري في وقتٍ مبكر لتشخيص الإصابة به في الوقت المناسب وإدارة هذا المرض المزمن بفعالية.

الأعراض الشائعة لمرض السكري

تكون أعراض مرض السكري من النوعين الأول والثاني مماثلة، بما فيها كثرة التبول والشعور بالعطش الشديد والتعب وعدم الوضوح في الرؤية وفقدان الوزن بصورة مفاجئة. وتظهر هذه الأعراض عندما يكافح الجسم لتنظيم مستويات الغلوكوز في الدم بفعالية، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكّر في الدم. وبالتالي، فإنّ تمييز هذه الأعراض بشكلٍ سريع مهم جداً للتدخّل المبكر وإدارة المرض.

الكشف المبكر والتشخيص

يُعتبر الكشف المبكر عن مرض السكري مهماً جداً لتفادي مضاعفاته الشديدة وإدارته بفعالية. وتساعد الفحوصات التشخيصية، مثل قياس نسبة السكر الصيامي في الدم وفحص الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي وتحمّل الغلوكوز، في تحديد المستويات الطبيعية للسكّر في الدم وتشخيص مرض السكري. كما تساهم هذه الفحوصات في اكتشاف المرض في مراحله الأولى ما يسهّل إدارته بفعالية واتباع العلاج الأمثل.

أسباب مرض السكري

لا بدّ من فهم العوامل المختلفة التي تسبّب الإصابة بمرض السكري، بما أنّه يتشكّل من مزيجٍ معقّد من العوامل الوراثية والبيئية والحياتية، حيث يؤثر كلّ عامل على الجسم بطريقةٍ فريدة.

العوامل العامة: يمكن أن يستند تطوّر مرض السكري إلى مزيجٍ من العوامل الوراثية والبيئية والحياتية.

مرض السكري من النوع الأول:

• التفاعل المناعي الذاتي: يعمد الجهاز المناعي إلى مهاجمة خلايا بيتا التي تنتج الأنسولين في البنكرياس وتدميرها عن طريق الخطأ.
• تأثير العوامل الوراثية: يمكن أن تعرّض جينات معيّنة الأفراد لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، رغم أنّ آليّته الدقيقة غير مفهومة تماماً.

مرض السكري من النوع الثاني:

• البدانة المفرطة: تزيد البدانة المفرطة بشكلٍ كبير من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
• الخمول البدني: يؤدي عدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام إلى البدانة المفرطة ويزيد مقاومة الأنسولين وبالتالي خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
• مقاومة الأنسولين: في البداية، قد ينتج الجسم قدراً كافياً من الأنسولين، إلّا أنّ الخلايا لا تستخدمه بفعالية، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكّر في الدم.

سكري الحمل

• التغيّرات الهرمونية أثناء الحمل: يمكن للهرمونات التي يتمّ إنتاجها أثناء الحمل أن تزيد مقاومة الجسم للأنسولين.
• العوامل الوراثية والبيئية: يمكن أن تزيد هذه العوامل أيضاً من خطر الإصابة بمرض سكري الحمل، مثل مرض السكري من النوعين الأول والثاني.

إدارة مرض السكري

تعتمد الإدارة الفعّالة لمرض السكري على الرعاية الشاملة والتغييرات الاستباقية والجذرية في نمط الحياة. مثل-

النظام الغذائي والتغذية لمرضى السكري

يمكن أن تساعد الأدوية المتنوعة وعلاجات الأنسولين على إدارة مستويات السكّر في الدم. ويمكن أن يرشدك مقدّم الرعاية الخاص بك إلى أفضل الخيارات استناداً إلى احتياجاتك الصحية المحدّدة واقتراحات الطبيب. 

تغيير نمط الحياة

تشكّل ممارسة التمارين الرياضية يومياً والحفاظ على وزنٍ صحي جزءاً مهماً من إدارة مرض السكري، إذ يساهم النشاط البدني بانتظام وتناول الأطعمة الصحية وتفادي المنتجات المحلاّة صناعياً في تحسين إدارة سكّر الدم.

التعايش مع مرض السكري

يتطلّب التعايش مع مرض السكري أكثر من مجرّد تعديلات على المستوى البدني، بل يستدعي أيضاً القدرة على التأقلم، حيث يشكّل إرساء علاقاتٍ توفر الدعم وتعزيز التواصل مع مقدمي الرعاية الصحية عاملان هامان للغاية لإدارة المرض بفعالية.

توفر هذه العلاقات الدعم العاطفي اللازم وتضمن رعاية تلبّي احتياجات الأفراد، ليتمكّنوا من التغلب على مرض السكري وتحدّياته بكل ثقة.

شريكك في الصحة: دَور سيغنا هيلث كير في رعاية مرضى السكري 

تدعم سيغنا هيلث كير رحلتك نحو إدارة فعّالة لمرض السكري من خلال توفير برامج رعاية شاملة مُصممة خصيصاً لتلبية احتياجاتك سعياً إلى إدارة صحتك. اختر سيغنا هيلث كير شريكاً يدعمك في كلّ خطوة من رحلتك لتحسين صحتك. تعرّف على برامجنا الخاصة لإدارة مرض السكري.